[right][font=Arial][color=#000000]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/color][/font][/right]
[right][font=Arial][color=#000000]طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ، فجاء الخادم
بماء، وكان الماء ساخنًا جدًّا، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال
له الرجل وهو غاضب: أحرقْتَني، وأراد أن يعاقبه، فقال الخادم: يا
مُعَلِّم الخير ومؤدب الناس، ارجع إلى ما قال الله -تعالى-. قال الرجل
الصالح: وماذا قال تعالى؟!
قال الخادم: لقد قال تعالى: {والكاظمين الغيظ}.
قال الرجل: كظمتُ غيظي.
قال الخادم: {والعافين عن الناس}.
قال الرجل: عفوتُ عنك.
قال الخادم: {والله يحب المحسنين}. قال الرجل: أنت حُرٌّ لوجه الله.
*حكى لنا القرآن الكريم مثالا رائعًا في قصة نبي الله يوسف -عليه
السلام- مع إخوته، بعد أن حسدوه لمحبة أبيه له، فألقوه في البئر
ليتخلصوا منه، وتمرُّ الأيام ويهب الله ليوسف -عليه السلام- الملك
والحكم، ويصبح له القوة والسلطان بعد أن صار وزيرًا لملك مصر.
وجاء إليه أخوته ودخلوا عليه يطلبون منه الحبوب والطعام
لقومهم، ولم يعرفوه في بداية الأمر، ولكن يوسف عرفهم ولم يكشف لهم
عن نفسه، وترددوا عليه أكثر من مرة، وفي النهاية عرَّفهم يوسف
بنفسه، فتذكروا ما كان منهم نحوه، فخافوا أن يبطش بهم، وينتقم
منهم؛ لما صنعوا به وهو صغير، لكنه قابلهم بالعفو الحسن والصفح
الجميل، وقال لهم: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم
الراحمين}.
*كان النبي صلى الله عليه وسلم نائمًا في ظل شجرة، فإذا برجل من
الكفار يهجم عليه، وهو ماسك بسيفه ويوقظه، ويقول: يا محمد، من
يمنعك مني. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ثبات وهدوء: (الله).
فاضطرب الرجل وارتجف، وسقط السيف من يده، فأمسك النبي صلى الله
عليه وسلم السيف، وقال للرجل: (ومن يمنعك مني؟).
فقال الرجل: كن خير آخذ. فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنه.
[متفق عليه].
*وضعت امرأة يهودية السم في شاة مشوية، وجاءت بها إلى النبي صلى
الله عليه وسلم وقدمتها له هو وأصحابه على سبيل الهدية، وكان
النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الهدية، لكن الله -سبحانه- عصم نبيه
وحماه، فأخبره بالحقيقة.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحضار هذه اليهودية، وسألها: (لم
فعلتِ ذلك؟
فقالت: أردتُ قتلك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الله
ليسلطكِ علي).
وأراد الصحابة أن يقتلوها، وقالوا: أفلا نقتلها؟ فقال صلى الله
عليه وسلم: (لا)، وعفا عنها. [متفق عليه].
*ذات يوم، أراد مَعْنُ بن زائــدة أن يقتل مجموعة من الأسـرى كانوا
عنده؛ فقال له أحدهم: نحن أسراك، وبنا جوع وعطش، فلا تجمع علينا
الجوع والعطش والقتل. فقال معن: أطعمـوهم واسقوهم. فلما أكلوا
وشربوا، قـال أحدهم: لقد أكلنا وشربنا، فأصبحنا مثل ضيوفك،
فماذا تفعل بضيوفك؟!
فقـال لهم: قد عفوتُ عنكم.
[/color][/font][font=Arial][color=#000000]
[/right][/color][/font]